فيلم الدفيئة: "الغشاء الواقي" للزراعة
في الزراعة الحديثة، يُعدّ غشاء الدفيئة مادةً أساسيةً لا غنى عنها. فهو بمثابة مظلة تحمي المحاصيل، ويُشكّل لفافة بلاستيكية فريدة تُلبّي احتياجات بيئة الدفيئة، ويُحدث تغييراتٍ كبيرةً في الإنتاج الزراعي.
من حيث التعريف والمفاهيم الأساسية، يُعدّ غشاء الدفيئة نوعًا من الأغشية البلاستيكية التي تُغطّي سطح الدفيئة، ويُصنع أساسًا من مواد خام كيميائية مثل البولي إيثيلين (التربية البدنية)، وكلوريد البولي فينيل (بولي كلوريد الفينيل)، وبوليمر أسيتات الإيثيلين-فينيل (إيفا). تتميز هذه المواد البوليمرية، بعد معالجتها بشكل خاص، بخصائص متنوعة تُلبّي متطلبات الإنتاج الزراعي. وهو يُشبه إلى حد كبير شكل الدفيئة، إذ يفصل المساحة الداخلية عن البيئة الخارجية، ولكنه لا يعزلها تمامًا. بل يُنظّم ببراعة الظروف الداخلية كالضوء ودرجة الحرارة والرطوبة.
من حيث خصائص الأداء، يتميز غشاء الدفيئة بنفاذية ممتازة للضوء. على سبيل المثال، يتميز غشاء البولي بروبيلين عالي الجودة المصنوع من لفائف بلاستيكية للدفيئة بمعدل نفاذية للضوء يزيد عن 85%، مما يسمح بنفاذ كمية كافية من ضوء الشمس ويوفر ظروف الإضاءة اللازمة لعملية التمثيل الضوئي للنباتات. ويتفوق غشاء إيفا في هذا الجانب، فهو لا يتميز بمعدل نفاذية عالي للضوء فحسب، بل ينقل أيضًا الضوء بأطوال موجية مختلفة بشكل انتقائي، مما يُعزز نمو النباتات وتطورها. كما يُعد العزل الحراري من أهم خصائص الغشاء.
يمنع هذا الغشاء بفعالية فقدان الحرارة من لفافات البلاستيك المستخدمة في الدفيئة، مما يسمح بالاحتفاظ بالحرارة داخل الدفيئة خلال الليل أو في المواسم الباردة. على سبيل المثال، في فصول الشتاء الشمالية، يمكن لغشاء الدفيئة رفع درجة الحرارة داخل الدفيئة بمقدار 10-15 درجة مئوية، مما يخلق بيئة دافئة للمحاصيل مثل الخضراوات والزهور. علاوة على ذلك، يتميز أيضًا بخصائص مقاومة للشيخوخة ومتانة عالية. تتميز الأغشية ذات المقاومة العالية للتمزق بقدرتها على تحمل التلف الناتج عن الظروف الجوية القاسية مثل الرياح القوية والبرد، مما يطيل عمرها الافتراضي. على سبيل المثال، يمكن لأغشية بولي كلوريد الفينيل التي خضعت لمعالجة خاصة مضادة للشيخوخة أن تتمتع بعمر افتراضي يتراوح بين 3 و5 سنوات، مما يقلل التكلفة والعمالة اللازمة لاستبدال الأغشية بشكل متكرر.
يلعب غشاء الدفيئة دورًا لا غنى عنه في الإنتاج الزراعي. فهو يكسر قيود المواسم والمناطق، مما يسمح للناس بزراعة محاصيل متنوعة في ظل ظروف مناخية مختلفة. في الشمال، يُثري استخدام غشاء الدفيئة لزراعة خضراوات غير موسمها في الشتاء موائد الطعام؛ وفي الجنوب، تستطيع الدفيئات المغطاة بالأغشية تحمل الكوارث مثل الأمطار الغزيرة والأعاصير، مما يحمي المحاصيل الاقتصادية. كما أنه يُعزز تطوير التصنيع الزراعي، ويزيد من إنتاجية وجودة المنتجات الزراعية، ويعزز دخل المزارعين. وهو دعامة مهمة لتطوير الزراعة الحديثة الفعالة.
في الزراعة الحديثة، يُعدّ غشاء الدفيئة مادةً أساسيةً لا غنى عنها. فهو بمثابة مظلة تحمي المحاصيل، مما يُهيئ بيئةً دقيقةً فريدةً، ويُحدث تغييراتٍ عديدةً في الإنتاج الزراعي.